جزيرة نيلسون.. متحف غارق يحكي أسرار الفراعنة والإغريق بالإسكندرية (صور)
كتب - مختار صالح:
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
على بُعد 4 كيلومترات فقط من شمال خليج أبو قير، في محافظة الإسكندرية، ترقد جزيرة نيلسون كجوهرة معزولة وسط مياه البحر الأبيض المتوسط، محاطة بالمياه الفيروزية من كل الجهات، لا يصل إليها أحد إلا عبر قارب صغير ينطلق من ميناء الصيد القريب.
ورغم عزلتها الحالية، فإن الجزيرة تخفي بين أمواجها تاريخًا ضاربًا في أعماق الحضارات القديمة، يمتد من عصور الفراعنة إلى الإغريق، وصولًا إلى الاحتلال البريطاني.
- اسم يحمل بصمة التاريخ
تحمل الجزيرة اسمها من القائد البريطاني الشهير هوراتيو نيلسون، الذي خلد اسمه في التاريخ البحري خلال الحروب البريطانية الفرنسية في القرن الثامن عشر.
- آثار غارقة تكشف أسرار الحضارة
تشير البعثات الأثرية إلى أن نيلسون ليست مجرد جزيرة عادية، بل جزء من موقع أثري ضخم مغمور تحت مياه البحر.
واكتشفت البعثة الإيطالية بقيادة العالم "باولو جاللو" أكثر من 200 قطعة أثرية ضخمة داخل الجزيرة وحولها، ساعدت في كشف ملامح الحياة اليومية لقدماء المصريين والإغريق الذين عاشوا هناك.
وبحسب وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، كانت الجزيرة في عهد الإسكندر الأكبر عبارة عن نتوءٍ صخري طويلٍ متصل باليابسة، قبل أن تنفصل بفعل عوامل طبيعية عبر القرون.
ويُعرض اليوم في متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية نحو 183 قطعة أثرية تم العثور عليها في الجزيرة، من بينها أوانٍ فخارية وتماثيل ونقوش حجرية نادرة.
- جمال طبيعي وسياحة واعدة
تمتد جزيرة نيلسون على طول 350 مترًا فقط، لكنها تُعد واحدة من أجمل النقاط الساحلية في الإسكندرية بفضل صفاء مياهها ونقاء شواطئها.
وتُعد الجزيرة مقصدًا مميزًا لعشّاق الصيد والغوص، حيث يمكن للغواصين مشاهدة الآثار الغارقة في قاع البحر وسط الشعاب المرجانية والمياه النقية التي تمنح المكان سحرًا خاصًا.
- زلازل وفيضانات غيّرت ملامحها
ويعتقد عدد من الباحثين أن الجزيرة تعرضت عبر التاريخ لزلازل وفيضانات قوية أدت إلى غرق أجزاء واسعة منها، وربما طمست معالم مدنٍ ساحلية كانت قائمة في العصور القديمة، لكنها رغم ذلك ما زالت شاهدة على تداخل الحضارات التي مرّت على الإسكندرية، من الفراعنة إلى البطالمة، ثم الإغريق والرومان.
- "نيلسون".. متحف مفتوح في عرض البحر
اليوم، تقف جزيرة نيلسون كأنها متحف طبيعي مفتوح في قلب البحر، تروي بصمتٍ حكايات ملوكٍ وحضاراتٍ عبر آلاف السنين.
ومع الاهتمام العالمي المتزايد بالآثار الغارقة والسياحة المستدامة، ربما تصبح الجزيرة قريبًا إحدى أبرز الوجهات السياحية والأثرية في الإسكندرية، تجمع بين عبق التاريخ وجمال البحر في لوحةٍ نادرةٍ لا تُشبه سواها.